التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سوبر ماركت مان !



حسام الدين فكري...
اكتشفت مؤخراً أنني أقضي ربع عمري على الأقل، في محلات السوبر ماركت في كل مكان !..ربما هي هواية..وربما هو شغف غريب يتملكني..والمؤكد بقى أن هذا هو القاسم المشترك الوحيد..بيني وبين النساء !! .
وفي لبنان كانوا يندهشون مني..وكان صديقي اللبناني يقول لي : " إنت جاي لبنان..علشان تدخل السوبر ماركت ؟! "..فكنت أجيبه : " الحقيقة أيوه ! "..وقبل أن يشد شعره، كنت أشرح له : " ما هو الحاجات اللي عندكم..مش نفس الحاجات اللي عندنا في مصر " !! .
أما في السعودية..فكان الهنود الذين يعملون معي، يتعجبون من شرائي لمنتجات بلدهم..ومنتجات باكستان وكل الدول الأجنبية..طبعاً واضح أنها "عقدة الخواجة"..مش كده ؟..عندك حق !! .
ثم هؤلاء أصحاب السوبر ماركتات الكبرى..يا أخي محترفون جداً..يضعون إضاءات براقة فوق المنتجات..فتراها تلمع كأنها حبات اللؤلؤ..ثم تفتحها في منزلك..فتجدها عادية تماماً..فتتذكر ما دفعته فيها..وتكتشف أنهم جعلوها أحلى في عينيك..مما تستحق ! .
أما العروض التي يجذبون بها قدميك..فهي حكاية كبيرة..وغالباً ما تكون لمنتجات اقتربت مدة صلاحيتها على الانتهاء..لكنك مع ذلك تشتري..فالسعر أقل من الطبيعي..وبدل ما تشتري واحدة اشتريت أربع..فلا تبقى منتجاتهم في المخازن..وأنت تظن أنها فرصة اقتنصتها..لكنهم هم الذين يكسبون دائماً ! .
ولأنني أؤمن بالتخصص..فقد تخصصت شخصياً في منطقتين بالذات : الشيكولاتة والبسكويت..والأجبان..فإذا بحثت عني في أي سوبر ماركت..فلابد أن تجدني عند واحدة منهما !! .
ورغم أن أسناني تؤلمني من الشيكولاتة..إلا إنني دائماً هناك..أمامها وحولها..تخطف قلبي بتنويعاتها المبهرة..إشي سادة وبالمكسرات وبيضاء..حاجة تأكل العقل !..والبسكويت كمان..مليون نوع وشكل وحركات..وتلاقي تركي على سويسري على إيطالي..تشكيلة تجننك وتسحب الفلوس من جيبك !! .
أما الأجبان..فما بين الشيدر والأمنتال والكاشفكال..وأنواع لا أعرف اسمها..دار رأسي واحتار دليلي !..وتلاقي فيها هولندي ودانمركي ونيوزيلندي..كله شرائح أمامك..يناديك بأعلى صوته..فلا أستطيع أن أكسفه أبداً..ودائماً ألبي النداء !! .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زهور المبدعين (1)

(تعليقات السادة المُبدعين..على أعمال حسام الدين) حسام الدين فكري   مُنذ نحو عام، بدأتُ في نشر عدد من القصص القصيرة والقصائد النثرية، في بعض الصفحات الأدبية المتخصصة على الفيسبوك . وكلما نشرت شيئاً منها، كلما تلقيت طائفة من تعليقات السادة المبدعين الأفاضل (الأدباء والشعراء)، من سكان هذه الصفحات الأدبية..ومنها تعليقات غاية في الروعة والجمال، تفيض إطراءاً وثناءاً بلغة أدبية راقية، لم أستطع مقاومة فكرة نسخها والاحتفاظ بها . وأود هنا أن أشرككم معي في تنسم عبير هذه التعليقات ذات الأريج العطر . وسوف تلاحظون أن بعض الأسماء تتكرر أحياناً، وذلك نظراً لتكرار نشر العديد من أعمالي من خلال الصفحات الأدبية ذاتها . والآن إلى هذه المجموعة الأولى من (زهور) السادة المبدعين..وسوف أوالي نشر كل مايستجد منها بإذن الله .        تعليقات على قصيدة (شجرة الإنسان) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     الله الله روعة واكثر يسلم همسك ونبض قلبك ودام حرفك Nagwa Mohamed في (مجلة همس الروح)     بوركت وبورك قلمك ال...

"ابن المحظوظة" الذي خطف تأشيرة الخروج !

حسام الدين فكري... استمتعت للغاية – مثل ملايين المصريين – بمشاهدة هذا الفيلم العربي القديم الذي عرضته علينا قنوات الأخبار بعنوان "اختطاف الطائرة المصرية"..رغم أن لدي ملاحظات عديدة على السيناريو والديكور والإضاءة وزوايا التصوير!..والأهم من هذا كله أن "الحبكة الدرامية" لم تدخل دماغي أساساً..ولا أظنها دخلت دماغ أي عيل في مصر..فلو أردت أن تلعبها صح مع جيل اللابتوب والآي باد، كان عليك أن تستعين بفريق متخصص في "الأنيميشن"..إنما أن تقدم فيلم جرافيك بهذه الطريقة الرديئة جداً..فبصراحة بقى : مايصحش كده !! . ويقولك إيه : أصل الخاطف كان عايز يقابل طليقته في قبرص !..يعني من قبيل اللمسة العاطفية..وواحد آخر يقول : ده مخطط لضرب السياحة في مصر !..يعني من قبيل النظرة المؤامرتية !..وواحد ثالث قال : من الآخر هو كان هدفه "يهج" من مصر !..وهذا هو الوحيد الذي أصاب كبد الحقيقة ! . وبالطبع لم أندهش ثانية واحدة عندما وجدت مواقع التواصل الإجتماعي تنفجر بآلاف التعليقات التي تغبط ركاب الطائرة على اختطافهم ووصولهم إلى قبرص..يعني النجاة من الحياة في مصر !..ولم أ...

ليل مُعبقّ برائحة الفناء

قصة : حسام الدين فكري قريتنا لا تشبه غيرها من القرى، فالليل فيها له أنياب تسيل منها الحياة، والتوجّس يأكل عظام كل من يسير ليلاً بعد أذان العشاء..خمس ليالٍ متوالية شق فيها قلب السكون صياح النادبات، كل الذاهبين اختطفهم الموت في قلب الليل، لاشيء يربط بينهم إلا التجول تحت أستار الظلام، الموت يترصد في كل زوايا القرية، لم يفلت منه أحد، حتى الذين ساروا معاً في مجموعات، فوجئوا بسقوط أحدهم صريعا من بينهم..يأتي طبيب القرية مهرولاً ثم يجده قد فارق الحياة، فيشخص حالته "هبوط حاد مفاجئ في الدورة الدموية"، نسأله عن السبب فيقول إنها إرادة الله "عمره كده"، ونعم بالله، لكننا لم نفهم شيئاً..فمنهم من كان شابا يافعا في الثلاثين من عمره بالكاد، كانت الصحة تنضح على وجهه وجسده الرياضي، لا يدخن ولايشرب الخمر، فما الذي يجعل شابا كهذا يسقط فجاة بلا حراك؟..يحاول الطبيب أن يبل ريقنا بشيء، فيقول لنا :"ربما تعرّض لإنفعال مفاجيء"، نعود لنسأل صديقه الوحيد الذي كان يرافقه، فيؤكد لنا أنهما كانا يتسامران ويضحكان، لم يغضبه شيء ولم ينفعل لشيء، كانت كلماته الأخيرة مفعمة بحب الحياة، تحدث عن خط...