التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل 3, 2016

أحمد رجب..آخر العمالقة !

حسام الدين فكري... (هذا المقال كتبته بعد وفاة أستاذ جيلي..الكاتب الكبير أحمد رجب..ولم يُقدر له أن يُنشر إلا هذه الأيام) . ذهب أحمد رجب بعد أن أضحكنا على أنفسنا خمسين عاماً . مات فارس السخرية الراقية، والكلمة المنتقاة، والعبارة الجذلة، والسهام التي لاتطيش ! . مات الرجل الذي وضع الزهور على قبورنا ونحن أحياء،وجعلنا نستسيغ السخرية من أنفسنا، وننكأ جراحنا بدبوس مدبب، دون أن نجد في ذلك أي غضاضة أو استهجان..فليس أقل من أن نضع الورود على قبره وهو تحت الثرى . ذهب آخر عنقود العمالقة، بعد أن فقدنا من قبله كل عمالقة الفكر والأدب، ومن بينهم أقرانه من الساخرين الكبار : بديع خيري، بيرم التونسي، كامل الشناوي، محمد عفيفي، محمود السعدني، أحمد فؤاد نجم.. وغيرهم . رحل الذي كنا نتصبح بوجهه كل يوم في جريدة الأخبار، وقد وضع القلم بين إصبعيه كأنه سيجارة !! . ذهب الذي أضحكنا من قلوبنا وهو يرسم حياتنا بكل تفاصيلها، يترصد معاناتنا فيحولها إلى ابتسامة..يقتفي آلامنا فيستخرج منها جانباً باسماً لانعرفه، كان هو فقط يراه بموهبته الفريدة ! . رحل الكاتب الرائع الذي كان يعيش السخرية ولايكتفي بك...

شعاع الغرام

حسام الدين فكري يكتب: ابتسم الصمت وهو يتأملني، كنت أصخب بلا صوت، لكنه كان يسمعني . عشت دهراً داخل كهف القلق، يوخزني تصًّحر القلب، ويعقلني وباء التردد. أتطاول بعنقي فوق سور الإدراك الأعمى، ألمح أشباحاً متناثرة بعيدة، أهتف بشوق المعنى المتفرد، فلا تجيبني إلا أشلاء صوتي. يفوح عبير الشغف من أعطاف المحبين، أنادي ليلاي وتناديني، تحول بيننا أمواج الترًّبص، وتبقى في حلقي دبابيس الحروف. لا يُسبل الرامي جفنيه وهو يرمي، يصيبون أهدافهم بدقة، سأرفع رايتي الحمراء، لن يظفروا مني إلا بالصدى . ابحثوا عني في الفضاء، اقتفوا أثر هذه الذرات الشفافة، سلوا نسائم الصبا الوردية، فكل لحظة يحملونني إليها! تتعانق الأطياف فوق السحاب، تتناجى بلا كلمات، تتوقف دائرة الزمن، تنصت الطيور والأزهار، وتلين أفئدة الجبال . تأتي من أقصى الأفق ومضة ساطعة، يريدون أن يطفئوها بأفواههم، تسيل بخفة بين أيديهم، تأتلق فوق خلايا جوفاء، فتندفع ألحان ناعمة نحو النجوم. كنتم تسخرون فلا بأس، الآن أستمتع بانتصاري بلا ضغائن، تغمرني دقات الدفوف الخضراء، وأظنني أرى الصمت يرفع ذراعيه، مُحيياً وهو يبتسم!

أنت وحيد..أنت سعيد !

حسام الدين فكري...   كُنتَ تجلس مُسترخياً على أريكة منزلك، تقزقز اللب والسوداني، مع كانز حاجة ساقعة..وتُشاهد مباراة مهمة في التليفزيون..والحياة لطيفة وكله زي الفل..ثم اندمجت وأخذت تصيح مُشجعاً فريقك – الأحمر غالباً..والأبيض في حالات نادرة !! – لكن صوتك جذب أسماع الآخرين..فجاءت سيدة وجلست بجانبك – قد تكون أمك أو أختك أو زوجتك – ثم راحت تطالب بمشاهدة برنامج نسائي أو فيلم قديم أو مسلسل تركي !..فلم يعد أمامك إلا أن تُضحي "بالماتش" من أجلها، أو تقوم بينكما خناقة ! – لو مع زوجتك..فربما تُشاهد خلالها عرضاً رائعاً..للأطباق الطائرة !! . والنتيجة : ضاع الجو الجميل الذي صنعته لنفسك..ضاع استمتاعك بوحدتك !..وهذا مايحدث طوال الوقت..طالما أنت لست وحيداً في منزلك..فما دام هناك "ناس" يتحركون في مجالك الأرضي والجوي على السواء..فكيف تستطيع أن تستمتع بوحدتك ؟!! . إنها متعة فريدة لا تشعر بقيمتها الكبرى، إلا وأنت بين الناس..ناس كتير..والهواء من حولك صار خانقاً..ولا أحد يسمع أحداً..ولا أنت تجد نفسك حتى..فقد اختفت ملامحها في مزيج من ملامح الآخرين..ودائماً هم الآخرين ه...

إيران تحاصر السعودية !

حسام الدين فكري...   دائماً هي إيران في كل شيء، تمتد أذرعتها إلى كل مكان، تنشر أفكارها في عقول السذج والمأجورين، وتضع السعودية بالذات في رأسها، فتحاصرها من كل اتجاه ! . وقد يظن الكثيرون أن الخلاف بين الدولتين هو صراع مذهبي بالأساس، لكن هذا اعتقاد خاطئ، فالكبار الذين يديرون الصراع "من بعيد" يريدونه أن يظهر هكذا، ويغذون هذا الاعتقاد بافتعال خلافات سنية-شيعية.. بينما هو في حقيقته صراع "من جانب واحد" هو الجانب الإيراني، يتلوه "رد فعل" من الجانب السعودي..ويتمحور كله حول الاستحواذ على مقاليد المنطقة، فإيران ترى السعودية أكبر منافسيها على الزعامة المزعومة، لذلك "تجر شكلها" من حين لآخر !! . وبنظرة سريعة على تاريخ العلاقات بين البلدين، نلاحظ ما يلي : خلال حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، كان من الطبيعي أن تدعم المملكة العراق، لأنها دولة عربية شقيقة، ولكن إيران اعتبرت ذلك وقوفاً إلى جانب الأغلبية السنية في العراق ضد الشيعة . وفي سنة 1991 أقنعت إيران شيعة ‫‏العراق‬ بإثارة فوضى أسمتها الإنتفاضة الشعبانية، و قام الجيش العراقي بس...

ناجحون حول العالم..هاري وين

حسام الدين فكري... هذه قصة نجاح شخص متميز اشتهر برؤيته للفرص واستغلالها..رفع نفسه من أدني درجات القاع إلى أعلى مراتب القمة..من الفقر المدقع إلى الثراء الواسع . إنه هاري وين (Harry Wayne Huizenga)، الأمريكي من أصول هولندية المولود في نهاية عام 1937 في شيكاجو، والذي اشتهر شابا بأنه كثير المشاكل في قاعات الدراسة، ولعل هذا الشغب سببه أن والده كان عنيفا مع أفراد عائلته، حتى حصلت أمه على الطلاق وعاش هاري معها وعمره لم يتخط 15 عاما. ومن أجل أن يعين والدته على النفقات، عمل هاري صغيرا كسائق سيارات وكعامل في محطات الوقود. لم يكمل هاري تعليمه لأنه لم يعرف ما الذي يريد حقاً دراسته ، فلما التحق بالجيش الأمريكي لمدة شهور ستة تركه بعدها لأنه لم يجد نفسه في الجيش، فتركه وتزوج، ليبدأ رحلة البحث عن وظيفة أو عمل. ومن الوظائف العديدة التي شغلها، عمل هاري مسؤولا عن جلب عملاء جدد لشركة جمع قمامة، وكانت وظيفته تتطلب منه قيادة سيارات الشركة لجمع القمامة إذا احتاج الأمر ذلك. الجدير بالذكر أن جد هاري لوالده كان يعمل في مجال جمع القمامة أيضاً، في حين أن والده عمل نجارا. بعد مرور عامين في هذه...