حسام الدين فكري...
دائماً هي إيران في كل شيء، تمتد أذرعتها إلى كل مكان، تنشر أفكارها في
عقول السذج والمأجورين، وتضع السعودية بالذات في رأسها، فتحاصرها من كل
اتجاه ! .
وقد يظن الكثيرون أن الخلاف بين الدولتين هو صراع مذهبي بالأساس، لكن هذا اعتقاد خاطئ، فالكبار الذين يديرون الصراع "من بعيد" يريدونه أن يظهر هكذا، ويغذون هذا الاعتقاد بافتعال خلافات سنية-شيعية.. بينما هو في حقيقته صراع "من جانب واحد" هو الجانب الإيراني، يتلوه "رد فعل" من الجانب السعودي..ويتمحور كله حول الاستحواذ على مقاليد المنطقة، فإيران ترى السعودية أكبر منافسيها على الزعامة المزعومة، لذلك "تجر شكلها" من حين لآخر !! .
وبنظرة سريعة على تاريخ العلاقات بين البلدين، نلاحظ ما يلي : خلال حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، كان من الطبيعي أن تدعم المملكة العراق، لأنها دولة عربية شقيقة، ولكن إيران اعتبرت ذلك وقوفاً إلى جانب الأغلبية السنية في العراق ضد الشيعة .
وفي سنة 1991 أقنعت إيران شيعة العراق بإثارة فوضى أسمتها الإنتفاضة الشعبانية، و قام الجيش العراقي بسحقهم وحينها لم تحرك إيران ساكنا .
وفي عام 1987، اشتبكت شرطة مكافحة الشغب السعودية مع الحجاج الإيرانيين في مكة المكرمة، وقتل نحو 400 شخص، معظمهم من الشيعة الإيرانيين، وفقا لمعهد الولايات المتحدة للسلام.
وأدى ذلك إلى مهاجمة المتظاهرين الإيرانيين السفارات السعودية والكويتية، ومقتل دبلوماسي سعودي. ووصف المرشد الإيراني الأعلى، آية الله الخميني، آنذاك، السعودية بأنها "عصابة من المهرطقين". وبعد ذلك، أسدلت الستائر على العلاقات الدبلوماسية لمدة أربع سنوات، إلى أن أسفرت الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 1997 عن علاقات أكثر دفئا، وبلغت ذروتها في الاتفاق الأمني بين البلدين عام 2001.
ولكن الأمور انهارت من جديد في عام 2003، عندما أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العراق بصدام حسين، مما أطلق السلطة السياسية الشيعية المقموعة في العراق، وأدى إلى توثيق العلاقات مع طهران وزيادة النفوذ الإيراني على جارتها.
وبلغ القلق من تصاعد نفوذ إيران ذروته عندما تفجرت أحداث "الربيع العربي" التي بدأت في تونس في أواخر 2010. ووصلت الاضطرابات حتى إلى السعودية وحليفتها البحرين، حيث يحكم عاهل سنّي أمة ذات أغلبية شيعية.
فهنا بدأت إيران تحاصر السعودية من كل اتجاه، وتتحرك حولها في كل مكان دون أن تظهر نفسها، فقد طلبت من شيعة البحرين الوقوف ضد الحكومة، وعندما تدخل درع الجزيرة في البحرين وأخمد هذه التظاهرات لم تعلق إيران بشيء .
ثم طلبت إيران من شيعة اليمن (الحوثيين) الإنقلاب على الحكم وأعلنت أن صنعاء عاصمة تحت سيطرتها، ولما تدخل العرب بعاصفة الحزم وأصبحت جثث الحوثيين تملأ الشوارع والوديان، لم تقم إيران حتى بالإعتراف الرسمي بإنقلابهم .
وحشدت إيران شيعة الأفغان في لواء "فاطميون" وشيعة باكستان في لواء "زينبيون" وجلبتهم للقتال في سوريا وعندما كانوا يقتلون تركت جثثهم على الأرض ورفضت إعادتها لذويهم .
وفي العام الماضي، زادت العلاقات برودة بين الدولتين بسبب مزاعم تدعي اعتداء حراس سعوديين على الحجاج الإيرانيين في أبريل/ نيسان، ومقتل المئات، بينهم إيرانيون، في سبتمبر/ أيلول، خلال التدافع بمنى في أول أيام عيد الأضحى وسقوط الرافعة في الحرم المكي.
ثم جاءت الأزمة الأخيرة بين إيران والسعوية لتمثل حلقة جديدة في سلسلة الخلاف الدائم بين الدولتين..فإيران لن تترك السعودية في حالها أبداً، لأنها لن تسمح للمملكة بالإنفراد بالسيطرة على المنطقة !! .
وقد يظن الكثيرون أن الخلاف بين الدولتين هو صراع مذهبي بالأساس، لكن هذا اعتقاد خاطئ، فالكبار الذين يديرون الصراع "من بعيد" يريدونه أن يظهر هكذا، ويغذون هذا الاعتقاد بافتعال خلافات سنية-شيعية.. بينما هو في حقيقته صراع "من جانب واحد" هو الجانب الإيراني، يتلوه "رد فعل" من الجانب السعودي..ويتمحور كله حول الاستحواذ على مقاليد المنطقة، فإيران ترى السعودية أكبر منافسيها على الزعامة المزعومة، لذلك "تجر شكلها" من حين لآخر !! .
وبنظرة سريعة على تاريخ العلاقات بين البلدين، نلاحظ ما يلي : خلال حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، كان من الطبيعي أن تدعم المملكة العراق، لأنها دولة عربية شقيقة، ولكن إيران اعتبرت ذلك وقوفاً إلى جانب الأغلبية السنية في العراق ضد الشيعة .
وفي سنة 1991 أقنعت إيران شيعة العراق بإثارة فوضى أسمتها الإنتفاضة الشعبانية، و قام الجيش العراقي بسحقهم وحينها لم تحرك إيران ساكنا .
وفي عام 1987، اشتبكت شرطة مكافحة الشغب السعودية مع الحجاج الإيرانيين في مكة المكرمة، وقتل نحو 400 شخص، معظمهم من الشيعة الإيرانيين، وفقا لمعهد الولايات المتحدة للسلام.
وأدى ذلك إلى مهاجمة المتظاهرين الإيرانيين السفارات السعودية والكويتية، ومقتل دبلوماسي سعودي. ووصف المرشد الإيراني الأعلى، آية الله الخميني، آنذاك، السعودية بأنها "عصابة من المهرطقين". وبعد ذلك، أسدلت الستائر على العلاقات الدبلوماسية لمدة أربع سنوات، إلى أن أسفرت الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 1997 عن علاقات أكثر دفئا، وبلغت ذروتها في الاتفاق الأمني بين البلدين عام 2001.
ولكن الأمور انهارت من جديد في عام 2003، عندما أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العراق بصدام حسين، مما أطلق السلطة السياسية الشيعية المقموعة في العراق، وأدى إلى توثيق العلاقات مع طهران وزيادة النفوذ الإيراني على جارتها.
وبلغ القلق من تصاعد نفوذ إيران ذروته عندما تفجرت أحداث "الربيع العربي" التي بدأت في تونس في أواخر 2010. ووصلت الاضطرابات حتى إلى السعودية وحليفتها البحرين، حيث يحكم عاهل سنّي أمة ذات أغلبية شيعية.
فهنا بدأت إيران تحاصر السعودية من كل اتجاه، وتتحرك حولها في كل مكان دون أن تظهر نفسها، فقد طلبت من شيعة البحرين الوقوف ضد الحكومة، وعندما تدخل درع الجزيرة في البحرين وأخمد هذه التظاهرات لم تعلق إيران بشيء .
ثم طلبت إيران من شيعة اليمن (الحوثيين) الإنقلاب على الحكم وأعلنت أن صنعاء عاصمة تحت سيطرتها، ولما تدخل العرب بعاصفة الحزم وأصبحت جثث الحوثيين تملأ الشوارع والوديان، لم تقم إيران حتى بالإعتراف الرسمي بإنقلابهم .
وحشدت إيران شيعة الأفغان في لواء "فاطميون" وشيعة باكستان في لواء "زينبيون" وجلبتهم للقتال في سوريا وعندما كانوا يقتلون تركت جثثهم على الأرض ورفضت إعادتها لذويهم .
وفي العام الماضي، زادت العلاقات برودة بين الدولتين بسبب مزاعم تدعي اعتداء حراس سعوديين على الحجاج الإيرانيين في أبريل/ نيسان، ومقتل المئات، بينهم إيرانيون، في سبتمبر/ أيلول، خلال التدافع بمنى في أول أيام عيد الأضحى وسقوط الرافعة في الحرم المكي.
ثم جاءت الأزمة الأخيرة بين إيران والسعوية لتمثل حلقة جديدة في سلسلة الخلاف الدائم بين الدولتين..فإيران لن تترك السعودية في حالها أبداً، لأنها لن تسمح للمملكة بالإنفراد بالسيطرة على المنطقة !! .
تعليقات
إرسال تعليق