التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أساطير فنية : إلفيس بريسلي..ما زال ملكاً !

حسام الدين فكري...
في تاريخ  الغناء العالمي علامات بارزة، من أشهرها على الإطلاق "إلفيس بريسلي" ملك "الروك أند رول"..الذي صعد إلى قمة المجد ثم أسقطته المخدرات من فوق عرشه..ومن الحياة أيضاً ! .
ولد إلفيس أرون بريسلي في الثامن من يناير 1935 بشرق توبيلو بولاية ميسيسيبي بالولايات المتحدة الأمريكية، لعائلة متواضعة الحال، ومنذ صغره عشق الموسيقى ورشح لعدد من المسابقات، وكانت بداية قصة صعود الفيس بريسلي عندما تخرج من المدرسة الثانوية عام 1953،وأهداه والده "جيتارا"، لشغفه وتعلقه بالموسيقى ، فأخذ "الفيس" الجيتار وبدأ يغني عليه، وانتقل من ولايته سعيا وراء الشهرة إلى "لوس أنجلوس" حيث المنتجين والأستديوهات الشهيرة.
ويبدو أن الفيس كان من بين هؤلاء الذين يقف الحظ دائما إلى جوارهم، حيث كان المنتجين في ذلك الوقت يبحثون عن مغني "ابيض" يستطيع غناء الروك أند رول كما يفعل "السود" ويرقص مثلهم ، وقد وجدوا هدفهم في "الفيس بريسلي" الذي بدأ في تكوين فرقته الصغيرة، وأصدروا عدة أغنيات تسببت في شهرتهم بسرعه كبيرة.
ثم تعاقد بريسلي مع أحد المنتجين الذي استمع إلى غنائه وأعجب به، فبدأ رحلته الجادة في عالم الموسيقى بتسجيل أولى أغانيه بعنوان That's All Right وتبعها بأغنية Blue Moon Of Kentucky وقد حققت الأغنيتان نجاحاً كبيراً، وبدأ أسلوب ألفيس الغنائي المميز في الظهور والتألق، وتوالت أعماله وعروضه المسرحية وارتج المسرح مئات المرات تحت قدميه بعد أن زلزله برقصه وأغانيه.
وكان بريسلي يتمتع بذكاء فني جعله يصنع لوناً فريداً من الغناء، كما أنه اهتم بالمظهر مع جوهر أغانيه، فاشتهر بملابسه ذات الألون الجريئة والجلدية وتصفيفة شعره التي كان يقضي ساعات طويلة للحصول عليها، حتى أنه جعل لنفسه قصة حب شهيرة ظلت حديث العالم كما لو كانت قصة "روميو وجوليت"! .
تزوج ألفيس من فتاة اسمها بريسيلا في حفل تحدث عنه الجميع، ونشرت الصحف عن قصة الحب الرائعة التي جمعت بين الإثنين وكيف أن ألفيس يعتبر ملكا للرومانسية بالإضافة لل"روك آند رول"،  وأنجب ابنته الوحيدة ليزا ماري بريسلي، وهي لازالت حية تُرزق إلى حد الساعة ويبلغ عمرها 47 سنة. لكن إلفيس لم يوفّق في زواجه، فقد واجه فيه الكثير من المشاكل، إلى أن انتهى أخيراً بالطلاق.
وبالإضافة لموهبته في الغناء، تألق أيضاً كممثل فقدم 33 فيلما كان أولها فيلم " أحبيني أكثر" عام 1956، ومن أشهرها " تحيا لاس فيجاس"، و"هاواي الزرقاء"، وتوالت أغنياته الشهيرة، ومن أهمها : لا تكن قاسياً، أحبني بلطف، أريدك، أحتاجك، أحبك.. وغيرها الكثير من الأغاني التي سلبت لب الشباب وما زالت تلقى صدى واسعاً بينهم حتى وقتنا هذا.
وحقق ألفيس بريسلي على مدار تاريخه الفني أعلى نسب مبيعات لألبوماته الغنائية، فبيع له أكثر من 750 مليون تسجيل عالمي، وحطم كل الأرقام القياسية، فكان له 120 أغنية فردية وصلت إلى قائمة أفضل 40 أغنية أمريكية مبيعاً، وعشرين أغنية وصلت إلى المركز الأول، وخلال الفترة ما بين عامي 1956، 1962 تمكن من أن يصل بـ 24 أغنية متتالية إلى قائمة أفضل 5 أغاني في الولايات المتحدة الأمريكية، واستطاعت أغانيه أن تبيع أكثر من مليار نسخة حول العالم، ولم يستطع أحد أن يكسر هذه الأرقام في حياته! .
لقد امتد النشاط الغنائي والفني للملك بريسلي في الفترة ما بين 1954- 1977، ثم جاءت وفاته في السادس عشر من أغسطس عام 1977 عن عمر يناهز الثانية والأربعين عاماً، بعد أن شهد الجزء الثاني من حياته مرحلة انهيار تدريجي حيث عانى من البدانة في أواخر حياته مما أثر على صحته ومظهره وأصابه بالاكتئاب، ثم أدمن المخدرات وعثر عليه ميتاً نتيجة لتناوله جرعة مخدر زائدة، وكانت أخر حفلاته في إنديانا بوليس في يونيو 1977.
وبعد وفاته تحول منزله في جريسلاند بولاية تينيسي الأمريكية إلى متحف يفد عليه أكثر من نصف مليون زائر سنوياً لمشاهدة مقتنياته، ويتبارى الناس في ذكراه السنوية بمحاولة تقليده ويتم تنظيم مسابقات لأفضل شخص يتمكن من تقمص شخصية بريسلي ، بالإضافة لأفضل زي تنكري، وقامت الولايات المتحدة بإصدار طابع بريد عام 1993 يحمل صورته.
ومازالت أغاني إلفيس من أكثر الأغاني مبيعاً في العالم، وقد تم إنتاج فيلم سينمائي عن سيرته الذاتية بعنوان Elvis سنة 2005، وفاز الممثل جوناثان ريس مايرز بجائزة الجولدن جلوب عن قيامه بدور إلفيس في الفيلم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زهور المبدعين (1)

(تعليقات السادة المُبدعين..على أعمال حسام الدين) حسام الدين فكري   مُنذ نحو عام، بدأتُ في نشر عدد من القصص القصيرة والقصائد النثرية، في بعض الصفحات الأدبية المتخصصة على الفيسبوك . وكلما نشرت شيئاً منها، كلما تلقيت طائفة من تعليقات السادة المبدعين الأفاضل (الأدباء والشعراء)، من سكان هذه الصفحات الأدبية..ومنها تعليقات غاية في الروعة والجمال، تفيض إطراءاً وثناءاً بلغة أدبية راقية، لم أستطع مقاومة فكرة نسخها والاحتفاظ بها . وأود هنا أن أشرككم معي في تنسم عبير هذه التعليقات ذات الأريج العطر . وسوف تلاحظون أن بعض الأسماء تتكرر أحياناً، وذلك نظراً لتكرار نشر العديد من أعمالي من خلال الصفحات الأدبية ذاتها . والآن إلى هذه المجموعة الأولى من (زهور) السادة المبدعين..وسوف أوالي نشر كل مايستجد منها بإذن الله .        تعليقات على قصيدة (شجرة الإنسان) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     الله الله روعة واكثر يسلم همسك ونبض قلبك ودام حرفك Nagwa Mohamed في (مجلة همس الروح)     بوركت وبورك قلمك ال...

"ابن المحظوظة" الذي خطف تأشيرة الخروج !

حسام الدين فكري... استمتعت للغاية – مثل ملايين المصريين – بمشاهدة هذا الفيلم العربي القديم الذي عرضته علينا قنوات الأخبار بعنوان "اختطاف الطائرة المصرية"..رغم أن لدي ملاحظات عديدة على السيناريو والديكور والإضاءة وزوايا التصوير!..والأهم من هذا كله أن "الحبكة الدرامية" لم تدخل دماغي أساساً..ولا أظنها دخلت دماغ أي عيل في مصر..فلو أردت أن تلعبها صح مع جيل اللابتوب والآي باد، كان عليك أن تستعين بفريق متخصص في "الأنيميشن"..إنما أن تقدم فيلم جرافيك بهذه الطريقة الرديئة جداً..فبصراحة بقى : مايصحش كده !! . ويقولك إيه : أصل الخاطف كان عايز يقابل طليقته في قبرص !..يعني من قبيل اللمسة العاطفية..وواحد آخر يقول : ده مخطط لضرب السياحة في مصر !..يعني من قبيل النظرة المؤامرتية !..وواحد ثالث قال : من الآخر هو كان هدفه "يهج" من مصر !..وهذا هو الوحيد الذي أصاب كبد الحقيقة ! . وبالطبع لم أندهش ثانية واحدة عندما وجدت مواقع التواصل الإجتماعي تنفجر بآلاف التعليقات التي تغبط ركاب الطائرة على اختطافهم ووصولهم إلى قبرص..يعني النجاة من الحياة في مصر !..ولم أ...

ليل مُعبقّ برائحة الفناء

قصة : حسام الدين فكري قريتنا لا تشبه غيرها من القرى، فالليل فيها له أنياب تسيل منها الحياة، والتوجّس يأكل عظام كل من يسير ليلاً بعد أذان العشاء..خمس ليالٍ متوالية شق فيها قلب السكون صياح النادبات، كل الذاهبين اختطفهم الموت في قلب الليل، لاشيء يربط بينهم إلا التجول تحت أستار الظلام، الموت يترصد في كل زوايا القرية، لم يفلت منه أحد، حتى الذين ساروا معاً في مجموعات، فوجئوا بسقوط أحدهم صريعا من بينهم..يأتي طبيب القرية مهرولاً ثم يجده قد فارق الحياة، فيشخص حالته "هبوط حاد مفاجئ في الدورة الدموية"، نسأله عن السبب فيقول إنها إرادة الله "عمره كده"، ونعم بالله، لكننا لم نفهم شيئاً..فمنهم من كان شابا يافعا في الثلاثين من عمره بالكاد، كانت الصحة تنضح على وجهه وجسده الرياضي، لا يدخن ولايشرب الخمر، فما الذي يجعل شابا كهذا يسقط فجاة بلا حراك؟..يحاول الطبيب أن يبل ريقنا بشيء، فيقول لنا :"ربما تعرّض لإنفعال مفاجيء"، نعود لنسأل صديقه الوحيد الذي كان يرافقه، فيؤكد لنا أنهما كانا يتسامران ويضحكان، لم يغضبه شيء ولم ينفعل لشيء، كانت كلماته الأخيرة مفعمة بحب الحياة، تحدث عن خط...