حسام الدين فكري...
يا أخي نفسي أتخلص منها..
والله العظيم لا أريدها..
أتمنى أن أبيعها..
أو أهبها بلا مقابل..
لكن أحداً لا يريدها ! ..
لقد حاولت طويلاً..
حملتها بين يدي كالذنب..
عرضتها عليهم مبتسماً..
سردت على أسماعهم أشعاراً..
مما يقوله العرب عن أنفسهم..
فارتفعت ضحكاتهم إلى السحاب !..
كنت أقول : خذوها في عرضكم !..
فيسألون : ما هذه ؟..
فأتجاوز سخريتهم وأعيد السؤال..
فلا تتغير الإجابات !..
وأحياناً..أحياناً فقط..
يقول بعضهم تأدباً : لا..شكراً..
كأنه يدفع خطراً عن سمائه !..
حتى قال لي أحدهم : ألا تعرف لماذا ؟!..
فهنا لم أجد لساني..لم أنطق بشيء..
فقد كنت أعرف تماماً..
فالذين أطالوا لحاهم وأبرقوا عيونهم..
ثم اجتثوا الرحمة من أفئدتهم..
جعلوني أعرف..
والذين أراقوا الحياء على قارعة الطريق..
وعزفوا أناشيد الشيطان على الأرصفة..
جعلوني أعرف..
والذين قتلوا براءة الأطفال قبل أن تولد..
ومسحوا المستقبل من تواريخ حياتهم..
جعلوني أعرف..
والذين امتطوا سلالم التزلف احترافاً..
وغسلوا أياديهم ورءوسهم بماء الذهب..
جعلوني أعرف..
فكلهم..
بلا استثناء..
كانوا يحملون هويات عربية !! .
تعليقات
إرسال تعليق