التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ناجحون حول العالم..جوركا زيلنيسكين



حسام الدين فكري...

جوركا زيلنينسكي (Jurga Zilinskiene)   الليتوانية..نموذج لسيدة الأعمال الناجحة..ولدت في عام 1976وظهر نبوغها في عمر ست سنوات فقط، حين عثرت على حبوب غلال كثيرة منسية في مخزن بيت العائلة، فما كان منها إلا أن أخذتها وذهبت للسوق لبيعها، فاصطف الناس أمامها للشراء منها، إذ كانت تبيع أكثر من 15 نوعًا من الحبوب والبقوليات بسعر زهيد.

 ولم تقنع جوركا بإمبراطورية الحبوب التي كانت تبنيها بالتدريج، لذا قررت وعمرها عشر سنوات التحول لتربية الحيوانات الأليفة وبيعها مع بعض المساعدة من عائلتها، وصحبت ذلك بشراء الحلوى وبيعها لزملاء دراستها. فقد كانت تتمتع بموهبة النبوغ التجاري. وعندما بلغت 16 عاماً، بدأت جوركا في كسب مبالغ محترمة من المال، عبر استيراد الملابس الجاهزة من دولة الإمارات العربية وبيعها في بلدتها، وبعدها بعام كانت تدير سوبر ماركت صغير خاص بها.

وتمكنت أثناء ذلك من أن تجد وقتًا كي تتزوج، لكنها كانت زيجة مريرة، دفعتها للانتقال للعيش في إنجلترا لدراسة القانون. الدراسة الجديدة دامت لفصلين قبل أن تقرر جوركا أنها لا تريد العمل كمحامية، لكنها –رغم ذلك- كانت معجبة بدراسة القانون، والتي أفادتها كثيرًا في أعمالها فيما بعد، خاصة في مجال الترجمة – مجالها الحالي- إذ أن 80% من أعمال الترجمة تأتي من مؤسسات قانونية ومكاتب محاماة.

أسست جوركا في أغسطس 2001 شركتها للترجمة وأسمتها Today Translations (ترجمات اليوم) وفي خلال فترة وجيزة كانت قد أمنت لشركتها أكثر من مائتي عميل، وأصبحت تدير جيشًا جرارًا من اللغويين والمترجمين والمحررين والمدققين (1500 موظف)، الذين يترجمون ما بين أكثر من 160 لغة، بداية بالعربية وانتهاءً بلغة يوربا.  إن جوركا لديها هدف تركز عليه بكل قوتها، يتلخص في مضاعفة عوائد شركتها عامًا بعد عام، ولا يبدو ذلك مستحيلاً إذا أخذنا في الاعتبار أن الشركة تدر أكثر من 900 ألف دولار سنوياً في الوقت الحالي .

وقصة نجاح جوركا تتميز أيضاً بأمر هام، فقد بلغت ما بلغته دون أن تقترض دولاراً 
واحداً خلال مشوار حياتها، وهي تفخر بذلك قائلة: “ما استثمرته في أعمالي جاء 
بالتدريج، حتى بلغ أقصى ما ادخرته يوماً 20 ألف دولار، جمعتها بمجهودي وعرقي 
وكدي ومن عوائد أعمالي. لم اقترض يومًا من أي بنك، مما قد يدفع البعض للظن بأني 
من الطراز القديم، أو لا أتماشى مع متطلبات عالمنا اليوم، لكني أؤمن بالقدرة الذاتية
 للأعمال على النمو”. (هذه القدرة الذاتية على التمويل يُطلق عليها بوتـسترابنج  ..
وكعادتها في اكتشاف الفرص الاستثمارية السانحة، منذ حولت الحبوب المهملة لنقود 
ثمينة، رأت جوركا أن هناك فرصة 
سانحة في مجال أعمال الترجمة في المملكة المتحدة (إنجلترا)، في حالة تقديم هذه 
الخدمات بشكل شخصي احترافي. خاصة وأنها عملت مترجمة فورية في وقت من 
الأوقات، من وإلى اللغة الروسية، لكنها شكت أن العمل في الترجمة الفورية لا يسمح 
لها بحسن إدارة وقتها، كما شعرت بأن هناك فرصة سانحة لبدء نشاط تجاري يقدم 
خدمة الترجمة بشكل شخصي يختلف عما تقدمه بقية شركات ومكاتب الترجمة. فقد 
كان وقتها هو العصر الذهبي لخدمات الترجمة، فالجيش البريطاني يتخبط في متاهات 
أرض العراق، ومترجموه يتساقطون مثل حبات انفرط عقدها، حتى أن الجيش 
البريطاني بدأ في تعيين من يخطون خطواتهم الأولى في تعلم وفهم اللغة العربية من 
البريطانيين.

ومن أمثلة قوة إرادة هذه الفتاة، أنها تعلمت البرمجة بنفسها كي تحول فكرتها للترجمة عبر الإنترنت إلى أمر واقع، بعدما أكد لها الكثيرون من المبرمجين مشقة تنفيذ ما تفكر فيه. فقد أرادت جوركا تصميم قاعدة بيانات بشكل خاص، واستشارت عشرة شركات متخصصة، لم تفيدها بشيء، فما كان منها إلا أن استأجرت مدرب برمجة فيجوال بيسك لها وحدها، لكن هذا المدرب أخبرها بصعوبة برمجة وتصميم ما تتدرب من أجله، فاشترت كتاباً وانكبت تقرأ وتفكر وتجرب ..حتى تعلمت البرمجة بنفسها! .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زهور المبدعين (1)

(تعليقات السادة المُبدعين..على أعمال حسام الدين) حسام الدين فكري   مُنذ نحو عام، بدأتُ في نشر عدد من القصص القصيرة والقصائد النثرية، في بعض الصفحات الأدبية المتخصصة على الفيسبوك . وكلما نشرت شيئاً منها، كلما تلقيت طائفة من تعليقات السادة المبدعين الأفاضل (الأدباء والشعراء)، من سكان هذه الصفحات الأدبية..ومنها تعليقات غاية في الروعة والجمال، تفيض إطراءاً وثناءاً بلغة أدبية راقية، لم أستطع مقاومة فكرة نسخها والاحتفاظ بها . وأود هنا أن أشرككم معي في تنسم عبير هذه التعليقات ذات الأريج العطر . وسوف تلاحظون أن بعض الأسماء تتكرر أحياناً، وذلك نظراً لتكرار نشر العديد من أعمالي من خلال الصفحات الأدبية ذاتها . والآن إلى هذه المجموعة الأولى من (زهور) السادة المبدعين..وسوف أوالي نشر كل مايستجد منها بإذن الله .        تعليقات على قصيدة (شجرة الإنسان) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     الله الله روعة واكثر يسلم همسك ونبض قلبك ودام حرفك Nagwa Mohamed في (مجلة همس الروح)     بوركت وبورك قلمك ال...

"ابن المحظوظة" الذي خطف تأشيرة الخروج !

حسام الدين فكري... استمتعت للغاية – مثل ملايين المصريين – بمشاهدة هذا الفيلم العربي القديم الذي عرضته علينا قنوات الأخبار بعنوان "اختطاف الطائرة المصرية"..رغم أن لدي ملاحظات عديدة على السيناريو والديكور والإضاءة وزوايا التصوير!..والأهم من هذا كله أن "الحبكة الدرامية" لم تدخل دماغي أساساً..ولا أظنها دخلت دماغ أي عيل في مصر..فلو أردت أن تلعبها صح مع جيل اللابتوب والآي باد، كان عليك أن تستعين بفريق متخصص في "الأنيميشن"..إنما أن تقدم فيلم جرافيك بهذه الطريقة الرديئة جداً..فبصراحة بقى : مايصحش كده !! . ويقولك إيه : أصل الخاطف كان عايز يقابل طليقته في قبرص !..يعني من قبيل اللمسة العاطفية..وواحد آخر يقول : ده مخطط لضرب السياحة في مصر !..يعني من قبيل النظرة المؤامرتية !..وواحد ثالث قال : من الآخر هو كان هدفه "يهج" من مصر !..وهذا هو الوحيد الذي أصاب كبد الحقيقة ! . وبالطبع لم أندهش ثانية واحدة عندما وجدت مواقع التواصل الإجتماعي تنفجر بآلاف التعليقات التي تغبط ركاب الطائرة على اختطافهم ووصولهم إلى قبرص..يعني النجاة من الحياة في مصر !..ولم أ...

ليل مُعبقّ برائحة الفناء

قصة : حسام الدين فكري قريتنا لا تشبه غيرها من القرى، فالليل فيها له أنياب تسيل منها الحياة، والتوجّس يأكل عظام كل من يسير ليلاً بعد أذان العشاء..خمس ليالٍ متوالية شق فيها قلب السكون صياح النادبات، كل الذاهبين اختطفهم الموت في قلب الليل، لاشيء يربط بينهم إلا التجول تحت أستار الظلام، الموت يترصد في كل زوايا القرية، لم يفلت منه أحد، حتى الذين ساروا معاً في مجموعات، فوجئوا بسقوط أحدهم صريعا من بينهم..يأتي طبيب القرية مهرولاً ثم يجده قد فارق الحياة، فيشخص حالته "هبوط حاد مفاجئ في الدورة الدموية"، نسأله عن السبب فيقول إنها إرادة الله "عمره كده"، ونعم بالله، لكننا لم نفهم شيئاً..فمنهم من كان شابا يافعا في الثلاثين من عمره بالكاد، كانت الصحة تنضح على وجهه وجسده الرياضي، لا يدخن ولايشرب الخمر، فما الذي يجعل شابا كهذا يسقط فجاة بلا حراك؟..يحاول الطبيب أن يبل ريقنا بشيء، فيقول لنا :"ربما تعرّض لإنفعال مفاجيء"، نعود لنسأل صديقه الوحيد الذي كان يرافقه، فيؤكد لنا أنهما كانا يتسامران ويضحكان، لم يغضبه شيء ولم ينفعل لشيء، كانت كلماته الأخيرة مفعمة بحب الحياة، تحدث عن خط...