حسام الدين فكري...
كل شوية انتخابات..تتلوها انتخابات..وبعدها كمان
انتخابات..وبقت شغلانة بقى..تسأل واحد : رايح فين ؟!..يقولك : رايح انتخب..وتسأل
واحد تاني : جاي منين ؟!..يقولك : كنت بانتخب !..وكانت في الأول كده..زيطة وزحمة
وملايين البشر يسدوا عين الشمس..إنما لما الحكاية تكررت بقت ماسخة جداً والناس
زهقت..فلم يعودوا يذهبون أساساً إلى الانتخابات !! .
ثم إن الانتخابات تُكلف الدولة كام مليار..من أجل تجهيز
المقار الانتخابية..وتأمين المقار الانتخابية..ومكافآت السادة القضاة..المشرفين
على المقار الانتخابية..وبعد ده كله..يتحول كل مقر انتخابي – وغالباً مايكون مدرسة
– إلى عروس فائقة الجمال..ارتدت فستان الزفاف وتزينت..وتهيأت لاستقبال عريسها
المُنتظر..لكن العريس بسلامته لا يأتي !!..وتكلمه تلاقيه قافل الموبايل..وتبعت مليون
واحد يدوروا عليه، فلا يعثروا له على أثر !..راح العريس في ظروف غامضة !..يعني مثل
ذلك المشهد الشهير في أحد أفلام "عبد الحليم حافظ"، لما خلع من الفرح
لأنه كان مريضاً..لكن الناخبين عندنا خلعوا من الانتخابات..لأسباب أخرى !! .
وبما إنهم خلعوا..يبقى نوفر تكاليف الانتخابات دي أصلاً
ونعمل قُرعة..حادي بادي كرنب زبادي..شاله وحطه كله على دي..واللي يكسب القرعة يدخل
المجلس المحلي..أو مجلس الشعب..أو حتى يبقى رئيس الجمهورية !! .
وقُرعة مجلس محلي المدينة، تتم أمام جميع أهل
المدينة..وكل قُرعة لدائرة من دوائر مجلس الشعب، تُجرى أمام أهل الدائرة..إنما بقى
قُرعة اختيار رئيس الجمهورية، فهذه تكون في التليفزيون..على الهواء مباشرة..والناس
تجيب لب وسوداني وتقعد تتسلى وتتابع "قُرعة القمة"!..وييجي واحد – ممكن
يكون مثلاً رئيس المحكمة الدستورية العليا – ويطلب من الإثنين المرشحين – في
التصفية النهائية – أن يختار كل منهما "صورة وللا كتابة"!..ويقذف جنيه
فضة في الهواء – أهو الجنيه يبقاله لزمة يعني !! – وتصاحبه موسيقى مارش مهيب..ثم
يعرض وجه العملة الفائز أمام الكاميرات..فلو الصورة يبقى فلان فاز..ولو الكتابة
يبقى فلان التاني..أصبح رئيس الجمهورية !! .
هيه كده ببساطة..بدون تعقيد..ونخلص من حكاية الانتخابات
دي..التي تصدع رءوسنا على الفاضي..ونوفر فلوس البلد..ونفوق لأشغال الدولة بقى !! .
تعليقات
إرسال تعليق