التخطي إلى المحتوى الرئيسي

صُحبة الأحباب..في كوميديا الألقاب !!



حسام الدين فكري...
كانوا زمان يكتبون عناوين الكتب بهذه الطريقة..فتجد العنوان دائماً يحمل كلمات مسجوعة..كأن الواحد منهم يختار هذا السجع أولاً ثم يؤلف الكتاب !..ومن هذه النوعية مثلاً : "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " لابن قيم الجوزية.."تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" لابن بطوطة.."الشماريخ في علم التاريخ" و "منهل اللطائف في الكنافة والقطائف" لابن طولون الصالحي !.."تخليص الإبريز في تلخيص باريز" لرفاعة الطهطاوي..و "فيض المنن في الرد على من فضَّل السمك على اللبن" لأحمد التابعي !..وأنا بقى قلت أهو مرة من نفسي..أكتب مقال عنوانه مسجوع كده !! .
وهذه السطور لا علاقة لها تماماً بالسجع وناسه..إنما بالألقاب ومافيها من العجب العُجاب – رجعنا للسجع تاني..ياعم ارحمنا..حاضر ياباشا ! – ..فالكلام هنا إذاً عن الألقاب التي يحملها الناس فوق رءوسهم طوال أعمارهم..و لا ذنب لهم في بعض ألقابهم الغريبة جداً..التي تثير السخرية أحياناً..وتفتح الشهية أحياناً أخرى – عندما يكون اللقب اسم أكلة أو فاكهة مثلاً ! .
والإنسان غالباً ما يعتز بلقبه ويتباهى به..فهذه طبيعة إنسانية تعود إلى أعماق التاريخ..إنما هل كل الألقاب تدعوك للتباهي ؟!..يعني لما يكون اسمك رأفت أبو بطيخة أو شوكت الأهطل..فهل تتباهى  بذلك ؟! .
عموماً..كل احترامي لكل الناس..لكنني أعرض هنا أنواع الألقاب..واللي يحب يسخر ويضحك ويفرفش شوية..فلن أعترض أو أشجب أو أستنكر..مثل أي مسئول عربي أصيل !! .
فمن أبرز أنواع الألقاب وأكثرها انتشاراً، ما يأتي نسبة إلى بلد أو مدينة أو قرية أو مكان..فتلاقي منها : المصري والعراقي والتونسي والليبي..والدمشقي والحلبي والطرابلسي والقناوي والأسيوطي..والبنهاوي والشرنوبي والبيلي والشربيني والدسوقي..وكلها تدعو لعظيم الإحترام .
ومنها ما يأتي نسبة إلى بعض المهن..مثل : المهندس والكاتب والفلاح والقهوجي والبواب والحارس..والإسكافي والبقال والدهان والفطايري..والعتال والجنايني والخضري والمراكبي ! .
وبعضها يتمحك في الظواهر الكونية..مثل : الشهابي والسحاب ومطر وشميس وقمري والنجمي !! .
ومنها ما ينتسب إلى بعض الحيوانات..مثل : الأسدي والثعلبي والذئبي والبقري والجاموسي والجملي والعنزي..والفار والقط والكلبي والحميري والبغل والجحش !..ولا أظن أن كل من يحملون تلك الألقاب يفتخرون بها – باستثناء الأسدي طبعاً ! .
وعندك كمان من ينتسبون إلى الخضر والفاكهة والمأكولات..وهذه مائدة عامرة تجد فيها أصناف كثيرة تفتح الشهية..ومنها : رزة ومكرونة وقوطة ولوبيا وملوخية..وكشري وطعمية وشطة وحمص وعجينة وكمونة وطحينة ولمونة وبطاطا..والبندقي واللوزي والفولي وحلاوة وبسبوسة..والبرتقالي ورمانة ومانجة وأبوتين والشوكي والبرقوقي..وبطيخة وبلحة وعنبة !! .
وبعض الألقاب أيضاً تأتي نسبة إلى صفات إنسانية..مثل : الجاحظ والأطرش والأخرس والمجذوب..والعبيط والمفتَّح والشوَّاف !! .
ثم أخيراً هذه الألقاب الغريبة جداً : عجورة والشبكشي وجعيدي والكواوي وأبوراسين وأبوحتة..والسرنجوخلي وعجيبة وسنفور والسرنجاوي – وده بقى يا إما مُمرض..يا إما مدمن !! .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زهور المبدعين (1)

(تعليقات السادة المُبدعين..على أعمال حسام الدين) حسام الدين فكري   مُنذ نحو عام، بدأتُ في نشر عدد من القصص القصيرة والقصائد النثرية، في بعض الصفحات الأدبية المتخصصة على الفيسبوك . وكلما نشرت شيئاً منها، كلما تلقيت طائفة من تعليقات السادة المبدعين الأفاضل (الأدباء والشعراء)، من سكان هذه الصفحات الأدبية..ومنها تعليقات غاية في الروعة والجمال، تفيض إطراءاً وثناءاً بلغة أدبية راقية، لم أستطع مقاومة فكرة نسخها والاحتفاظ بها . وأود هنا أن أشرككم معي في تنسم عبير هذه التعليقات ذات الأريج العطر . وسوف تلاحظون أن بعض الأسماء تتكرر أحياناً، وذلك نظراً لتكرار نشر العديد من أعمالي من خلال الصفحات الأدبية ذاتها . والآن إلى هذه المجموعة الأولى من (زهور) السادة المبدعين..وسوف أوالي نشر كل مايستجد منها بإذن الله .        تعليقات على قصيدة (شجرة الإنسان) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     الله الله روعة واكثر يسلم همسك ونبض قلبك ودام حرفك Nagwa Mohamed في (مجلة همس الروح)     بوركت وبورك قلمك ال...

"ابن المحظوظة" الذي خطف تأشيرة الخروج !

حسام الدين فكري... استمتعت للغاية – مثل ملايين المصريين – بمشاهدة هذا الفيلم العربي القديم الذي عرضته علينا قنوات الأخبار بعنوان "اختطاف الطائرة المصرية"..رغم أن لدي ملاحظات عديدة على السيناريو والديكور والإضاءة وزوايا التصوير!..والأهم من هذا كله أن "الحبكة الدرامية" لم تدخل دماغي أساساً..ولا أظنها دخلت دماغ أي عيل في مصر..فلو أردت أن تلعبها صح مع جيل اللابتوب والآي باد، كان عليك أن تستعين بفريق متخصص في "الأنيميشن"..إنما أن تقدم فيلم جرافيك بهذه الطريقة الرديئة جداً..فبصراحة بقى : مايصحش كده !! . ويقولك إيه : أصل الخاطف كان عايز يقابل طليقته في قبرص !..يعني من قبيل اللمسة العاطفية..وواحد آخر يقول : ده مخطط لضرب السياحة في مصر !..يعني من قبيل النظرة المؤامرتية !..وواحد ثالث قال : من الآخر هو كان هدفه "يهج" من مصر !..وهذا هو الوحيد الذي أصاب كبد الحقيقة ! . وبالطبع لم أندهش ثانية واحدة عندما وجدت مواقع التواصل الإجتماعي تنفجر بآلاف التعليقات التي تغبط ركاب الطائرة على اختطافهم ووصولهم إلى قبرص..يعني النجاة من الحياة في مصر !..ولم أ...

ليل مُعبقّ برائحة الفناء

قصة : حسام الدين فكري قريتنا لا تشبه غيرها من القرى، فالليل فيها له أنياب تسيل منها الحياة، والتوجّس يأكل عظام كل من يسير ليلاً بعد أذان العشاء..خمس ليالٍ متوالية شق فيها قلب السكون صياح النادبات، كل الذاهبين اختطفهم الموت في قلب الليل، لاشيء يربط بينهم إلا التجول تحت أستار الظلام، الموت يترصد في كل زوايا القرية، لم يفلت منه أحد، حتى الذين ساروا معاً في مجموعات، فوجئوا بسقوط أحدهم صريعا من بينهم..يأتي طبيب القرية مهرولاً ثم يجده قد فارق الحياة، فيشخص حالته "هبوط حاد مفاجئ في الدورة الدموية"، نسأله عن السبب فيقول إنها إرادة الله "عمره كده"، ونعم بالله، لكننا لم نفهم شيئاً..فمنهم من كان شابا يافعا في الثلاثين من عمره بالكاد، كانت الصحة تنضح على وجهه وجسده الرياضي، لا يدخن ولايشرب الخمر، فما الذي يجعل شابا كهذا يسقط فجاة بلا حراك؟..يحاول الطبيب أن يبل ريقنا بشيء، فيقول لنا :"ربما تعرّض لإنفعال مفاجيء"، نعود لنسأل صديقه الوحيد الذي كان يرافقه، فيؤكد لنا أنهما كانا يتسامران ويضحكان، لم يغضبه شيء ولم ينفعل لشيء، كانت كلماته الأخيرة مفعمة بحب الحياة، تحدث عن خط...