التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أغاني من تاني : شوية عليا..وشوية عليك !



حسام الدين فكري...
عندما تستمع إلى أي أغنية، فأنت تنظر إليها نظرتك الخاصة التي لا تشبه نظرة أي إنسان آخر..وربما تلمس فيك شيئاً لا تلمسه في أحد آخر..وقد تذكرك كلماتها بأشخاص بعينهم، كانوا في حياتك أو مازالوا..فما أن تسمع كلمات معينة حتى يطير ذهنك إلى هذا الشخص بالذات أو ذاك..وهذا ماتفعله الأغاني العاطفية في معظم من يسمعونها ! .
لكنك – أيضاً – قد تنظر إلى أي أغنية من منظور فكاهي بحت، حتى ولو كانت الأغنية في قمة الجدية..فهي طلبت معاك !..والأغنية رأيتها هكذا..وكلماتها أثارت سخريتك ونشطت روحك المرحة..فانطلقت بقى !..وهذا ما أعبر عنه هنا بالضبط..فسوف أحلل عدداً من الأغاني الشهيرة..إلى قطع صغيرة طريفة..وسوف أسجل انطباعي عن كل ماتحمله من كلمات..حسب رؤيتي لها..وأنتم وحظكم..فقد نجد فيها مايضحكنا..وقد نجد فيها مايضحكنا برضه..يعني لابد أن نجد ذلك !..واطمئنوا..فسوف نجد الكثير..جداً !! .
ودعونا نبدأ فوراً..فهذه المرة سوف نتعايش مع أغنية "وحياتك ياحبيبي" لسيد مكاوي..اللي بيقول إيه بقى : "وحياتك ياحبيبي..ريَّح قلبي معاك"..يعني وحياتك..وحياة أبوك ياجدع..بلاش غلاسة..بلاش مياصة..بلاش حركاتك دي..ريَّح قلبي معاك..ماهو أنا مش ناقصك..فياريت ماتتعبنيش معاك ! .
وعلى نمط كلمة "وحياتك" دي التي استعملها سيد..ظهرت أغاني كثيرة تعزف على نفس النغمة..أذكر منها : "وحياتي عندك" لذكرى..التي تتشحتف فيها وتقول له : "وحياتي عندك..لو كان ليا عندك خاطر..لتراجع قلبك..قبل ماييجي اليوم وتسافر"..وهل تعتقد هوه عبرها بعد كل الشحتفة دي..أبداً..برضه سابها تأكل في نفسها وسافر !!..أما عمرو دياب فالحكاية زاطت معاه..فيقول : "وغلاوتك..وحلاوتك..والشوق اللي مالوهش حدود"..يعني بيحلفها ب 3 حاجات وليس بحياتها بس..وهذا يدخل في بند إلحاح المحبين..الذي يصل إلى التناحة أحياناً !! .
ونرجع لسيد..بيقولك : "ماتفوتنيش أنا وحدي أفضل أحايل فيك"..أمال إنت عايز تجيب عيلتك يعني وتتحايل عليه..ماتعتمد على نفسك بقى !..ثم ما حكاية "أنا وحدي" دي..فالمفروض أن يقول "أنا لوحدي" مثلما نقولها بالعامية..لكنه قالها هكذا حتى لا يكسر القافية..وكم من كلمات كثيرة يتم مطها أو قصها من أجل الست القافية !!.
ثم يقول : "ماتخليش الدنيا تلعب بيا وبيك"..يعني لو كانت هتلعب بيا بس كان ماشي..إنما خد بالك ماهي كمان هتلعب بيك..فتكبَّر دماغك معايا كده..وتصحى للون..وماتخليش الناس تضحك علينا..والحساد يشمتوا فينا..أديني نبهتك أهوه !! .
وهنا نلاحظ أن هذا العاشق المحترم ينبه بالذوق والأدب..ولايستخدم تلك النوعية من الكلمات التي يستخدمها عشاق الجيل الحالي..فتجد مثلاً آمال ماهر تقولك "وخد الباب وراك"..إيه الرومانسية اللي مقطعها بعضها دي !..طبيعي جداً..ماهو مين كتب لسيد مكاوي..ومين كتب لآمال ماهر..فرق السما والأرض !!.
ونرجع لأبو السيد..بيقولك : "خلي شوية عليا وشوية عليك"..يعني نشيل مع بعض..إنت من هنا..وأنا من هناك..والحكاية تمشي زي الفل..إنما تركب دماغك وتسوق العبط..فالحكاية تبقى بتنجان !..وهمه يفرحوا فينا..وانت عارفهم كويس..مايصدقوا..يبقى يابن الحلال نعقل كده..ونوصل المركب لبر الأمان..بدل ماترجع تقول ماقاليش..أهوه بقول..يبقى تسمع كلامي وتبقى شاطر كده وكيوت !! .
وهنا برضه نفس لهجة العاشق المؤدب..العاقل..المتزن..اللي عارف اللي فيها..فلا يريد أن يعطي حساده الفرصة للشماتة فيه هو وحبيبه..يعني ليس مثل الست أصالة اللي بتقولك : "ما ابقاش أنا"..وهعمل فيك وأسوي ليك..إيه ياحاجة..هيه خناقة وللا إيه..إهدي كده واعقلي !! .
ونرجع كمان لسيد..بيقولك : " عمري أواني بيجري بيجري..شوف راح منه كام..ساعة شوق ومحبة..وشهر بعاد وخصام"..وكان المفروض يقول : "عمري بيجري شوف راح منه أد إيه" وليس "كام"..لأن كام هي للعدد والأسعار وليس للوقت..فدي بقى فلتت من المؤلف وماخدش باله..وسيد ماخدش باله..واللي سمعوا الأغنيه في عصره ماخدوش بالهم..ماعلينا..نعديها دي..إنما بعد كده يقولك : "ويبقى الحب تايه..مش عارف إحنا فين..زي المركب ماتبقى..محتارة بين شطين "..وهنا نلاحظ حالة من صنف حشيش معتبر أصابت الجميع !..فالحب تايه – ياولداه- مش عارف همه فين..كأنه يلعب الاستغماية وهو مغمض العينين..فمش عارف يمسك مين وإزاي وفين !!..والمركب كمان اتسطلت..وشغالة تعمل سبعات في تمانيات..شوية تروح على الشط ده..وشوية للشط التاني !..وبسبب كل هذه اللخبطة..يعود سيد ليقول لحبيبه : "وارجع تاني واقولك..ريحني الله يخليك..علشان المركب تقدر..تمشي بيا وبيك..خلي شوية عليا وشوية عليك"..يعني الحل كده..علشان الحب يفوق من حالة الإنسطال..والمركب تعرف طريقها في البحر..وأنا وانت نعرف إحنا مين أساساً..وكله يبقى تمام وزي الفل !! .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زهور المبدعين (1)

(تعليقات السادة المُبدعين..على أعمال حسام الدين) حسام الدين فكري   مُنذ نحو عام، بدأتُ في نشر عدد من القصص القصيرة والقصائد النثرية، في بعض الصفحات الأدبية المتخصصة على الفيسبوك . وكلما نشرت شيئاً منها، كلما تلقيت طائفة من تعليقات السادة المبدعين الأفاضل (الأدباء والشعراء)، من سكان هذه الصفحات الأدبية..ومنها تعليقات غاية في الروعة والجمال، تفيض إطراءاً وثناءاً بلغة أدبية راقية، لم أستطع مقاومة فكرة نسخها والاحتفاظ بها . وأود هنا أن أشرككم معي في تنسم عبير هذه التعليقات ذات الأريج العطر . وسوف تلاحظون أن بعض الأسماء تتكرر أحياناً، وذلك نظراً لتكرار نشر العديد من أعمالي من خلال الصفحات الأدبية ذاتها . والآن إلى هذه المجموعة الأولى من (زهور) السادة المبدعين..وسوف أوالي نشر كل مايستجد منها بإذن الله .        تعليقات على قصيدة (شجرة الإنسان) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     الله الله روعة واكثر يسلم همسك ونبض قلبك ودام حرفك Nagwa Mohamed في (مجلة همس الروح)     بوركت وبورك قلمك ال...

"ابن المحظوظة" الذي خطف تأشيرة الخروج !

حسام الدين فكري... استمتعت للغاية – مثل ملايين المصريين – بمشاهدة هذا الفيلم العربي القديم الذي عرضته علينا قنوات الأخبار بعنوان "اختطاف الطائرة المصرية"..رغم أن لدي ملاحظات عديدة على السيناريو والديكور والإضاءة وزوايا التصوير!..والأهم من هذا كله أن "الحبكة الدرامية" لم تدخل دماغي أساساً..ولا أظنها دخلت دماغ أي عيل في مصر..فلو أردت أن تلعبها صح مع جيل اللابتوب والآي باد، كان عليك أن تستعين بفريق متخصص في "الأنيميشن"..إنما أن تقدم فيلم جرافيك بهذه الطريقة الرديئة جداً..فبصراحة بقى : مايصحش كده !! . ويقولك إيه : أصل الخاطف كان عايز يقابل طليقته في قبرص !..يعني من قبيل اللمسة العاطفية..وواحد آخر يقول : ده مخطط لضرب السياحة في مصر !..يعني من قبيل النظرة المؤامرتية !..وواحد ثالث قال : من الآخر هو كان هدفه "يهج" من مصر !..وهذا هو الوحيد الذي أصاب كبد الحقيقة ! . وبالطبع لم أندهش ثانية واحدة عندما وجدت مواقع التواصل الإجتماعي تنفجر بآلاف التعليقات التي تغبط ركاب الطائرة على اختطافهم ووصولهم إلى قبرص..يعني النجاة من الحياة في مصر !..ولم أ...

ليل مُعبقّ برائحة الفناء

قصة : حسام الدين فكري قريتنا لا تشبه غيرها من القرى، فالليل فيها له أنياب تسيل منها الحياة، والتوجّس يأكل عظام كل من يسير ليلاً بعد أذان العشاء..خمس ليالٍ متوالية شق فيها قلب السكون صياح النادبات، كل الذاهبين اختطفهم الموت في قلب الليل، لاشيء يربط بينهم إلا التجول تحت أستار الظلام، الموت يترصد في كل زوايا القرية، لم يفلت منه أحد، حتى الذين ساروا معاً في مجموعات، فوجئوا بسقوط أحدهم صريعا من بينهم..يأتي طبيب القرية مهرولاً ثم يجده قد فارق الحياة، فيشخص حالته "هبوط حاد مفاجئ في الدورة الدموية"، نسأله عن السبب فيقول إنها إرادة الله "عمره كده"، ونعم بالله، لكننا لم نفهم شيئاً..فمنهم من كان شابا يافعا في الثلاثين من عمره بالكاد، كانت الصحة تنضح على وجهه وجسده الرياضي، لا يدخن ولايشرب الخمر، فما الذي يجعل شابا كهذا يسقط فجاة بلا حراك؟..يحاول الطبيب أن يبل ريقنا بشيء، فيقول لنا :"ربما تعرّض لإنفعال مفاجيء"، نعود لنسأل صديقه الوحيد الذي كان يرافقه، فيؤكد لنا أنهما كانا يتسامران ويضحكان، لم يغضبه شيء ولم ينفعل لشيء، كانت كلماته الأخيرة مفعمة بحب الحياة، تحدث عن خط...