التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"أدمِن" الشرقاوي !



 حسام الدين فكري...
كل واحد يقولك : أنا أدمن صفحة كذا على الفيس !..وبقت هيصة بقى..كل اللي مش لاقى حاجة يعملها..يمسك له صفحة على الفيسبوك..ويصدَّع دماغ أهالينا !! .
ولاحظ إنها "أدمِن" بكسر الميم..لكنك قد تقرأها "أدمَن" بفتح الميم..والحقيقة لافرق..فقد تحول إلى مدمن صريح..يضع نفسه أمام شاشة الكومبيوتر طوال اليوم..يتفاعل..يتناقش..ينزل بوستات..يضيف فلان..يحذف علان..وعلى آخر اليوم يصبح بقايا إنسان..عين كبيرة مستديرة، اتسعت حدقتها من "البحلقة اليومية" في الشاشة البنفسجية – ما هي السينما اسمها الشاشة الفضية..تبقى دي اسمها البنفسجية مثلاً !! .
ثم إنهم يتفاخرون في التفاهة..ده يقول : أنا عندي على الصفحة خمستلاف واحد..والثاني يرد عليه : يا غلبان..ده أنا عندي عشرين ألف !..وكل منهم يتباهي بجولاته وصولاته كأنه "أدهم الشرقاوي" في زمانه !..يعني يا معتوه منك له..هل هؤلاء سوف يردون تحيتك..عندما ترفع ذراعك في الهواء !..لا طبعاً..فلا أنت تراهم..ولا هم يرونك..وكله في الخيال يا مهاطيل !! .
لكنها موضة..وكل موضة لابد لها من وقت..حتى يتحول الناس إلى غيرها..والبشر عموماً يمسحون القديم بالجديد..ولو تتذكرون جهاز "البيجر" ألف رحمة ونور عليه !..كان حدثاً في وقته..وكل واحد يعلقه في حزام بنطلونه..كأنه يحمل أختام الهرم الأكبر !..ولما يرن يقفز صاحبه كالملسوع..ويضرب وجهه ألوان..كأن رئيس الجمهورية شخصياً يطلبه !..وكانت "منظرة كدابة" تصدر عن عقول سفيهة !..ثم ظهر الموبايل..فكان حدثاً أقوى..مسح "البيجر" تماماً من الوجود !! .
إنها القاعدة نفسها..تطور العلم الذي لا يتوقف أبداً..فعما قريب سوف يتحول الفيسبوك والتويتر والإنستجرام..وربما نظام الإنترنت كله..إلى ذكريات..وأرجوكم خذوا نفساً عميقاً..قبل أن تعرفوا هذه المفاجأة المدوية..فالتكنولوجيا الجديدة موجودة بالفعل !..لكنهم لن يعلنوا عنها الآن..فالأدوات الحالية لم تستنفذ أغراضها بعد..وعندما يحين الوقت – الذي حددوه هم مسبقاً ! – فسوف نتفاجئ كلنا – كعالم عربي يستهلك فقط إبداعات الآخرين ! – بتطبيقات تكنولوجية..جديدة تماماً !! .
و...عن إذنكم دلوقتي..أصل أنا كمان أدمن صفحة على الفيسبوك..اشمعنى أنا يعني !..إيه ده..ليه يابني تكتب التعليق ده..شيل على طول !..أيوه كده..شوف صاحبك بيمدح في الأدمن إزاي..برافو يا كابتن..حبيب عمو !! .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زهور المبدعين (1)

(تعليقات السادة المُبدعين..على أعمال حسام الدين) حسام الدين فكري   مُنذ نحو عام، بدأتُ في نشر عدد من القصص القصيرة والقصائد النثرية، في بعض الصفحات الأدبية المتخصصة على الفيسبوك . وكلما نشرت شيئاً منها، كلما تلقيت طائفة من تعليقات السادة المبدعين الأفاضل (الأدباء والشعراء)، من سكان هذه الصفحات الأدبية..ومنها تعليقات غاية في الروعة والجمال، تفيض إطراءاً وثناءاً بلغة أدبية راقية، لم أستطع مقاومة فكرة نسخها والاحتفاظ بها . وأود هنا أن أشرككم معي في تنسم عبير هذه التعليقات ذات الأريج العطر . وسوف تلاحظون أن بعض الأسماء تتكرر أحياناً، وذلك نظراً لتكرار نشر العديد من أعمالي من خلال الصفحات الأدبية ذاتها . والآن إلى هذه المجموعة الأولى من (زهور) السادة المبدعين..وسوف أوالي نشر كل مايستجد منها بإذن الله .        تعليقات على قصيدة (شجرة الإنسان) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     الله الله روعة واكثر يسلم همسك ونبض قلبك ودام حرفك Nagwa Mohamed في (مجلة همس الروح)     بوركت وبورك قلمك ال...

"ابن المحظوظة" الذي خطف تأشيرة الخروج !

حسام الدين فكري... استمتعت للغاية – مثل ملايين المصريين – بمشاهدة هذا الفيلم العربي القديم الذي عرضته علينا قنوات الأخبار بعنوان "اختطاف الطائرة المصرية"..رغم أن لدي ملاحظات عديدة على السيناريو والديكور والإضاءة وزوايا التصوير!..والأهم من هذا كله أن "الحبكة الدرامية" لم تدخل دماغي أساساً..ولا أظنها دخلت دماغ أي عيل في مصر..فلو أردت أن تلعبها صح مع جيل اللابتوب والآي باد، كان عليك أن تستعين بفريق متخصص في "الأنيميشن"..إنما أن تقدم فيلم جرافيك بهذه الطريقة الرديئة جداً..فبصراحة بقى : مايصحش كده !! . ويقولك إيه : أصل الخاطف كان عايز يقابل طليقته في قبرص !..يعني من قبيل اللمسة العاطفية..وواحد آخر يقول : ده مخطط لضرب السياحة في مصر !..يعني من قبيل النظرة المؤامرتية !..وواحد ثالث قال : من الآخر هو كان هدفه "يهج" من مصر !..وهذا هو الوحيد الذي أصاب كبد الحقيقة ! . وبالطبع لم أندهش ثانية واحدة عندما وجدت مواقع التواصل الإجتماعي تنفجر بآلاف التعليقات التي تغبط ركاب الطائرة على اختطافهم ووصولهم إلى قبرص..يعني النجاة من الحياة في مصر !..ولم أ...

ليل مُعبقّ برائحة الفناء

قصة : حسام الدين فكري قريتنا لا تشبه غيرها من القرى، فالليل فيها له أنياب تسيل منها الحياة، والتوجّس يأكل عظام كل من يسير ليلاً بعد أذان العشاء..خمس ليالٍ متوالية شق فيها قلب السكون صياح النادبات، كل الذاهبين اختطفهم الموت في قلب الليل، لاشيء يربط بينهم إلا التجول تحت أستار الظلام، الموت يترصد في كل زوايا القرية، لم يفلت منه أحد، حتى الذين ساروا معاً في مجموعات، فوجئوا بسقوط أحدهم صريعا من بينهم..يأتي طبيب القرية مهرولاً ثم يجده قد فارق الحياة، فيشخص حالته "هبوط حاد مفاجئ في الدورة الدموية"، نسأله عن السبب فيقول إنها إرادة الله "عمره كده"، ونعم بالله، لكننا لم نفهم شيئاً..فمنهم من كان شابا يافعا في الثلاثين من عمره بالكاد، كانت الصحة تنضح على وجهه وجسده الرياضي، لا يدخن ولايشرب الخمر، فما الذي يجعل شابا كهذا يسقط فجاة بلا حراك؟..يحاول الطبيب أن يبل ريقنا بشيء، فيقول لنا :"ربما تعرّض لإنفعال مفاجيء"، نعود لنسأل صديقه الوحيد الذي كان يرافقه، فيؤكد لنا أنهما كانا يتسامران ويضحكان، لم يغضبه شيء ولم ينفعل لشيء، كانت كلماته الأخيرة مفعمة بحب الحياة، تحدث عن خط...