التخطي إلى المحتوى الرئيسي

البرطمان الجديد !




حسام الدين فكري...
 ( كتبت هذا المقال مع بداية جلسات البرلمان المصري الجديد ) .
قال لي صديقي ساخراً : شُفت الأشكال اللي في البرطمان الجديد..دول هيخلونا يا أخي نفطس من الضحك !!.
فقلت له جاداً : إنت تستحق "تلبس" برلمان زي ده ! .
فاعترض قائلاً " ليه يعني ؟! .
فقلت له : لأنك عشت في الدور وقلت أنا مقاطع الإنتخابات..نمت واتغطيت..تنازلت عن صوتك بمحض إرادتك..لكن آخرون ذهبوا ووضعوا أصواتهم..فاختاروا بالنيابة عنك !! .
قال صديقي : ما هو المعروض كله..ماكنش فيه حاجة كويسة ! .
فاعترضت أنا : هو إنت بتنقي طماطم !!..وبعدين مين قال كده..يعني لما تكون الدائرة الواحدة فيها أكثر من خمسين مرشح..مش ممكن ماتلاقيش واحد أو اتنين يعجبوك..وإلا يبقى الشعب كله مش عاجبك !! .
قال : لا..أنا ماقلتش كده..بس كنت عايز حاجة معينة ومالقيتهاش ! .
قلت : حاجة إيه..تفصيل يعني..على مقاسك ؟! .
قال : تقدر تقول كده ! .
قلت : إنت كده بتهزر !..ماهو لو كل ناخب هيختار مرشح على مزاجه بالظبط..يبقى ماحدش هيختار مرشح أبداً..أو ترشح إنت نفسك وتريحنا !! .
قال : يعني إنت عاجبك اللي كسبوا دول ؟! .
قلت بسرعة : طبعاً لا..كنت أحب يبقى عندنا مجلس أحسن من كده..لكن إنت وأمثالك السبب..قعدتم في بيوتكم..واللي نزلوا انتخبولنا كلنا المجلس العجيب ده ! .
قال كأنه يقرر حقيقة : ما هي أصلها مابقتش بلدنا ! .
قلت ساخراً : أمال بلد مين ؟!..إطلع من دماغي وبلاش العبارات اللي "كوبي وبيست" دي..إنت عامل زي مذيع النشرة..بتقرأ دون أن تفهم..ولو فكرت شوية هتلاقينا كلنا في مركب واحدة ! .
قال : لا..إحنا مش معاكم ! .
قلت : مين أنتم ؟! .
قال : إحنا اللي عايزينها تبقى فوق الجميع ! .
فعدت إلى سخريتي : فوق مين يعني ؟!..أهو ده كلام سفيه ليس له أي معنى..كأنك تقول إننا نحن نريدها تحت الجميع..اعقل بقى ! .
قال مجادلاً : تركنا لكم العقل كله..لما نشوف بقى هتعملوا إيه ؟! .
فقلت له : يا صديقي دي بلدنا كلنا..ولازم كلنا نتعاون مع بعض ! .
فقال لي : لا..نحن لن نشارك في شيء ! .
هنا كدت أخلع فردة حذائي وأطوحها في وجهه !..ثم تراجعت وقلت له بهدوء : بقولك إيه..بلاش كلام في السياسة أحسن ! .
فقال لي : أنا بقول كده برضه ! .
...وسرنا نضحك معاً..كأننا لم نتناقش في شيء..منذ لحظات قليلة !! .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زهور المبدعين (1)

(تعليقات السادة المُبدعين..على أعمال حسام الدين) حسام الدين فكري   مُنذ نحو عام، بدأتُ في نشر عدد من القصص القصيرة والقصائد النثرية، في بعض الصفحات الأدبية المتخصصة على الفيسبوك . وكلما نشرت شيئاً منها، كلما تلقيت طائفة من تعليقات السادة المبدعين الأفاضل (الأدباء والشعراء)، من سكان هذه الصفحات الأدبية..ومنها تعليقات غاية في الروعة والجمال، تفيض إطراءاً وثناءاً بلغة أدبية راقية، لم أستطع مقاومة فكرة نسخها والاحتفاظ بها . وأود هنا أن أشرككم معي في تنسم عبير هذه التعليقات ذات الأريج العطر . وسوف تلاحظون أن بعض الأسماء تتكرر أحياناً، وذلك نظراً لتكرار نشر العديد من أعمالي من خلال الصفحات الأدبية ذاتها . والآن إلى هذه المجموعة الأولى من (زهور) السادة المبدعين..وسوف أوالي نشر كل مايستجد منها بإذن الله .        تعليقات على قصيدة (شجرة الإنسان) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     الله الله روعة واكثر يسلم همسك ونبض قلبك ودام حرفك Nagwa Mohamed في (مجلة همس الروح)     بوركت وبورك قلمك ال...

"ابن المحظوظة" الذي خطف تأشيرة الخروج !

حسام الدين فكري... استمتعت للغاية – مثل ملايين المصريين – بمشاهدة هذا الفيلم العربي القديم الذي عرضته علينا قنوات الأخبار بعنوان "اختطاف الطائرة المصرية"..رغم أن لدي ملاحظات عديدة على السيناريو والديكور والإضاءة وزوايا التصوير!..والأهم من هذا كله أن "الحبكة الدرامية" لم تدخل دماغي أساساً..ولا أظنها دخلت دماغ أي عيل في مصر..فلو أردت أن تلعبها صح مع جيل اللابتوب والآي باد، كان عليك أن تستعين بفريق متخصص في "الأنيميشن"..إنما أن تقدم فيلم جرافيك بهذه الطريقة الرديئة جداً..فبصراحة بقى : مايصحش كده !! . ويقولك إيه : أصل الخاطف كان عايز يقابل طليقته في قبرص !..يعني من قبيل اللمسة العاطفية..وواحد آخر يقول : ده مخطط لضرب السياحة في مصر !..يعني من قبيل النظرة المؤامرتية !..وواحد ثالث قال : من الآخر هو كان هدفه "يهج" من مصر !..وهذا هو الوحيد الذي أصاب كبد الحقيقة ! . وبالطبع لم أندهش ثانية واحدة عندما وجدت مواقع التواصل الإجتماعي تنفجر بآلاف التعليقات التي تغبط ركاب الطائرة على اختطافهم ووصولهم إلى قبرص..يعني النجاة من الحياة في مصر !..ولم أ...

ليل مُعبقّ برائحة الفناء

قصة : حسام الدين فكري قريتنا لا تشبه غيرها من القرى، فالليل فيها له أنياب تسيل منها الحياة، والتوجّس يأكل عظام كل من يسير ليلاً بعد أذان العشاء..خمس ليالٍ متوالية شق فيها قلب السكون صياح النادبات، كل الذاهبين اختطفهم الموت في قلب الليل، لاشيء يربط بينهم إلا التجول تحت أستار الظلام، الموت يترصد في كل زوايا القرية، لم يفلت منه أحد، حتى الذين ساروا معاً في مجموعات، فوجئوا بسقوط أحدهم صريعا من بينهم..يأتي طبيب القرية مهرولاً ثم يجده قد فارق الحياة، فيشخص حالته "هبوط حاد مفاجئ في الدورة الدموية"، نسأله عن السبب فيقول إنها إرادة الله "عمره كده"، ونعم بالله، لكننا لم نفهم شيئاً..فمنهم من كان شابا يافعا في الثلاثين من عمره بالكاد، كانت الصحة تنضح على وجهه وجسده الرياضي، لا يدخن ولايشرب الخمر، فما الذي يجعل شابا كهذا يسقط فجاة بلا حراك؟..يحاول الطبيب أن يبل ريقنا بشيء، فيقول لنا :"ربما تعرّض لإنفعال مفاجيء"، نعود لنسأل صديقه الوحيد الذي كان يرافقه، فيؤكد لنا أنهما كانا يتسامران ويضحكان، لم يغضبه شيء ولم ينفعل لشيء، كانت كلماته الأخيرة مفعمة بحب الحياة، تحدث عن خط...